دعاء الجمال تتألق في عالم الإبداع اليدوي باستخدام فن الريزن
دعاء الجمال تتألق في عالم الإبداع اليدوي باستخدام فن الريزن
بخطوات ثابتة وطموح لا يعرف الحدود، استطاعت الشابة المصرية دعاء الجمال، ابنة أشمون بمحافظة المنوفية، أن تحقق حلمها في الإبداع والتميز في مجال المشغولات اليدوية، باستخدام فن الريزن الذي أصبح عشقها ومجال تفوقها.
تبلغ دعاء من العمر ثلاثين عامًا، وتروي قصتها قائلة:
من فترة، وأثناء تصفحي لموقع فيسبوك، شد انتباهي عدد من الفيديوهات القصيرة عن فن الريزن. شعرت حينها أن هذا الفن له طابع خاص ومختلف، فالتفاصيل الدقيقة التي تظهر في القطع المصنوعة كانت تبهرني. لم أتردد كثيرًا، وقررت أن أقترب أكثر من هذا العالم المذهل.
بدأت دعاء أولى خطواتها بمشاهدة الكورسات التعليمية المجانية على الإنترنت. لم يكن لديها خبرة سابقة أو معدات متخصصة، لكنها بإرادتها الصلبة وتعطشها للمعرفة، استطاعت أن تتعلم كل شيء من المنزل وبأبسط الإمكانيات.
مكنتش مستنية حد يعلمني، بالعكس كنت مصممة أتعلم بنفسي. تابعت دروس كتير، وبدأت أجرب وأغلط وأتعلم من كل غلطة.
وتقول دعاء انها لم تكتفِى بالتعلم، بل أنشأت جروبًا خاصًا بها على منصات التواصل الاجتماعي لعرض أعمالها، والتواصل مع جمهور يهتم بنفس المجال. ومع مرور الوقت، بدأت تتقن التعامل مع الخامات والأدوات، وتنفذ قطع فنية مبهرة بأيديها الموهوبة.
تؤمن دعاء أن الريزن ليس مجرد عمل يدوي، بل هو فن يحتاج إلى ذهن صافٍ ومزاج فني متزن.
الريزن محتاج صبر وتركيز، لإن أي غلطة صغيرة ممكن تبان بوضوح. وكمان محتاج خيال وإبداع علشان تطلع قطعة مميزة وفريدة.” تضيف بحماس.
ومع ازدياد خبرتها وتطور مهاراتها، بدأت دعاء في تنفيذ أعمال أكثر تعقيدًا وتميزًا، مثل تصنيع الطاولات، ألواح الشطرنج، الفوانيس، أطقم المكاتب، الميداليات، وغيرها من المجسمات الفنية المتقنة.
كل قطعة كانت تحكي قصة مختلفة، ممزوجة بالحب والدقة والابتكار.
دعاء لم تكتفِ بالعمل لنفسها، بل أصبحت مصدر إلهام لكثير من السيدات والفتيات اللواتي حلمن بدخول عالم الصناعات اليدوية. رسالتها الدائمة أن النجاح يبدأ من الإيمان بالنفس، والعمل الجاد، وعدم الخوف من التجربة.
كل حاجة بدأت بحلم صغير، ومع كل خطوة كنت بحس إني بقرب أكتر من اللي بحبه. دلوقتي فخورة بكل قطعة عملتها، وفخورة أكتر إني قدرت أحول شغفي لشغل حقيقي الناس بتقدره وبتطلبه مني.
رحلة دعاء لم تخلو من التحديات والصعوبات. أحيانًا كانت تواجه مشكلات في الخامات أو أخطاء في التنفيذ، لكن كل عقبة كانت تزيدها إصرارًا على التعلم والتطور.
حاليًا، تعمل دعاء على تطوير منتجاتها باستمرار، وتخطط لإطلاق ورش تعليمية للأطفال والشباب لتعريفهم بفن الريزن، وتحفيزهم على اكتشاف قدراتهم الفنية.
ختمت دعاء حديثها بابتسامة مليئة بالأمل قائلة:
لسه قدامي طريق طويل، ونفسي أطور شغلي أكتر وأوصل لعدد أكبر من الناس. والأهم، نفسي أساعد كل حد عنده حلم إنه يصدق في نفسه ويبدأ، مهما كانت البداية بسيطة.
قصة دعاء الجمال، هي بحق، قصة كفاح وإبداع لامرأة آمنت بموهبتها، وحولت شغفها إلى واقع ملموس لتصبح نموذجًا ملهمًا في عالم المشغولات اليدوية وفن الريزن.