ابرز مانشيتات صحف 73 فى ذكرى نصر اكتوبر المجيد
في ذكرى نصر أكتوبر وبعد مرور52 عامًا على انتصارات الحرب المجيدة الذى غير وجه الشرق الأوسط وكسر أسطورة الجيش الذي لا يقهر وبعد عبور قناة السويس، وتحطيم أسطورة خط بارليف باتت التكتيكات العسكرية المصرية تدرس في أعرق الجامعات العالمية لأن العبور لم يكن مجرد انتصارًا عسكريًا بل كان له أصداء واسعة على الساحة الدولية، ما أدى إلى تغييرات جوهرية في المشهد السياسي والعسكري بالشرق الأوسط والعالم.
ابرز مانشيتات الصحف القومية
في صباح السابع من أكتوبر 1973 تصدرت الصحف القومية المصرية عناوين قوية ومعبّرة عن حجم الإنجاز العسكري التاريخي الذي حققته القوات المسلحة المصرية في اليوم السابق.
فجاءت المانشيتات لتجسد لحظة فارقة في تاريخ الأمة: الأهرام كتبت بفخر: قواتنا عبرت القناة واقتحمت خط بارليف، في إشارة واضحة إلى كسر الحاجز الذي طالما وصف بالمستحيل.
الجمهورية عبّرت عن وقع المفاجأة على العدو بمانشيت صادم: إسرائيل في ذهول، مؤكدة على الصدمة التي أصابت القيادة الإسرائيلية.
أما الأخبار، فجاء عنوانها حماسيًا ومختصرًا يحمل معاني النصر والسيادة: “عبرنا القناة ورفعنا علم مصر.
كانت هذه العناوين شهادة حيّة على لحظة النصر، التي تجاوزت البعد العسكري إلى ما هو أعمق، إذ أعادت للأمة العربية ثقتها بنفسها، ورسّخت في الوعي الجمعي أن الإرادة والتخطيط يمكن أن يُحدثا المعجزات
قواتنا عبرت القناة ولقتحمت خط بارليف
تحطيم أسطورة الحصن المنيع حيث صمم خط بارليف أو الساتر الترابي و الذي أُنشأ على الضفة الشرقية لقناة السويس ليكون حصنًا منيعًا ضد أي محاولة عبور مصرية بارتفاع يصل إلى 20م في المناطق المهمة بهدف منع أي مركبة برمائية من اجتياز القناة ولتعزيز الدفاعات.
كما أُقيم 35 حصنًا مدفونًا في الأرض محاطة بالألغام والأسلاك، ولكن في مثل هذا اليوم 7 أكتوبر 1973 سطر الجيش المصري ملحمة تاريخية في حرب أكتوبر المجيدة والتي لا تزال صدمتها تهز الأوساط العسكرية والسياسية في إسرائيل والعالم.
ففي هذا اليوم نجحت القوات المسلحة المصرية في تنفيذ واحدة من أعظم العمليات العسكرية في القرن العشرين بعبور قناة السويس وتحطيم أسطورة خط بارليف الذي لا يمكن اختراقه والذى كان محاطًا بالألغام والأسلاك الشائكة والدبابات المتمركزة على امتداد الخط، ولكن كل تلك التحصينات انهارت أمام التخطيط المحكم والجرأة العسكرية المصرية، والتي استخدمت مضخات المياه لفتح ثغرات في الساتر الترابي مما مهد الطريق لاجتياز القناة وتدمير التحصينات الإسرائيلية.
إسرائيل فى ذهول
الانتصار المصري لم يكن مجرد نجاح عسكري بل أدى إلى زلزال داخل إسرائيل حيث انهارت أسطورة الجيش الذي لا يُقهر وتفككت القيادة السياسية والعسكرية وسقطت رموز بارزة مثل جولدا مائير وموشيه ديان كما فقد المجتمع الإسرائيلي ثقته في مؤسساته العسكرية والاستخباراتية.
وتعرضت الدولة لحالة استنزاف اقتصادي نتيجة استمرار التعبئة وعلى الصعيد الدولي أصابت الصدمة عواصم القرار الكبرى والتي سارعت إلى دعم إسرائيل بجسر جوي عسكري ضخم في المقابل و عبرقادة دول مثل فرنسا عن احترامهم للحق العربي في استرداد الأرض وأشادوا بالهجوم المصري الذي أعاد رسم موازين القوى في الشرق الأوسط.
وقد أصبح العبور المصري نموذجًا يدرس في الأكاديميات العسكرية العالمية، ليس فقط لأنه كسر تحصينات العدو بل لأنه أعاد للعرب ثقتهم بقدرتهم على فرض إرادتهم واستعادة حقوقهم.